السبت، ٢٣ فبراير ٢٠٠٨

الحب مناعة طبيعية

الحب يعطى الإنسان مناعة طبيعية ضد الأمراض والأزمات النفسية لأن الحب مطلوب لكل إنسان، فهناك ارتباط وثيق بين الحب والصحة والنفسية، والمقصود بالحب هنا الحب بمفهومه الشامل والواسع، والذي يبدأ بحب الله -عز وجل- وحب رُسله وهو أسمى وأنبل درجات الحب، وينبع من ذلك حب الإنسان لأخيه الإنسان، وحب الزوج لزوجته، وحب الآباء لأبنائهم والعكس.والحب علاقة عاطفية انفعالية تقوم على التبادل بين المرء والآخرين، لذلك فهو يقوم على التفاهم والترابط والانسجام؛ إذ يحقق للإنسان إشباع حاجات كثيرة مادية ومعنوية، والإنسان السوي الطبيعي لا يستطيع أن يعيش بدون الحب الذي يتمثل في علاقته الطيبة مع غيره من الناس، وبذلك علامة المرض النفسي هو الانطواء والبعد عن الناس وتبادل مشاعر الكراهية معهم.أننا بالحب نستطيع أن نتغلب على المشكلات والأزمات التي نواجهها في الحياة؛ فإذا تعامل الإنسان مع المواقف الصعبة بالحلم والصبر والرفق، أو محاولة البحث في المشكلة وإيجاد حل لها فهو بذلك ينجو بنفسه من الوقوع في براثن الأمراض النفسية والعضوية، والتي يمكن أن تصيبه إذا استغرق في المشكلة، وتعامل معها بشكل سلبي، ومنها القلق والتوتر الاكتئاب، والتي تجلب للمرء أمراضاً جسدية كثيرة، ولأن الإنسان يحب الله -عز وجل- فهو يرضى بقضائه ويستسلم له، ولأنه يحب نفسه فقد أنقذها من السخط على قدر الله سبحانه وتعالى، وكذلك جعلها بمنأى عن الأمراض النفسية، ولأنه يحب الآخرين فقد آثرهم على نفسه، وواجه المشكلة بهدوء واتزان وتفكير سليم، ولأنه يحب الحياة التي أمرنا الله -عز وجل- بتعميرها وإصلاحها فهو قد فضل ألاّ ينغص حياته بالغضب والانفعال ومشاعر الحزن أو الحقد أو الكراهية التي تبعد المرء عن دوره الأهم في هذه الأرض.أن المشاعر الطيبة والعلاقات الاجتماعية السليمة بين الناس تحقق لهم السعادة والراحة؛ لذلك علينا أن نوازن بين حاجاتنا المادية والروحية، فالإنسان لا يتكون من مادة فقط، وإذا خلت الحياة المشتقة من مادة حية من الروح التي يغذيها الحب والود والرحمة بين الناس فلن تظل حياة ويجب تسميتها عندئذ بأي اسم آخر.

ليست هناك تعليقات: