الاثنين، ٢٩ سبتمبر ٢٠٠٨

المنافقون

أنا منافق إذن أنا موجودهذا هو شعارهم
أنا مخادع إذن أنا موهوب هذا هو منهاجهم
أنا كاذب إذن أنا محبوب هذه هى عقيدتهم
من هم ؟؟
سنعرفهم بعد قليل
ما عنوانهم ؟؟
فى ظلامات أرض الخديعة شقوا لأنفسهم فيها الأنفاق استطوطنوها، عشقوا ظلامها، كما تعشق الأفاعى حجورهاوببراعة وتمكن واقتدار المحترفين عرفوا كيف يكون ظهورهم للنورفى الوقت المناسب فى المكان المناسب أمام الشخص المناسب
أين يتواجدون ؟؟
هنا وهناك ستجدونهم فى كل مكانما أكثرهم حولنا بأقنعتهم الزائفة وابتسامتهم الباهتة ما أحقرهم وقد تواطئواعلى طمس الحقيقة وتزيين الباطل بما أعجبهم وقد انتهجوا الغش والخداع والزيف طريقا إلى القمة ما صفاتهم الكذب ،الغدر،الخيانة ،المداهنة،الخداع،التزييف
إذا تحـدثوا كــذبوا
إذا وعـدوا أخــلفوا
إذا خاصموا فجروا
إذا اثتمـنوا خــانوا
إذا صادقوا غـدروا
إذا استشيروا داهنوا
إذا ابتسموا خادعوا هل عرفتوهم الآن؟؟
نعم إنهم المنافقون
انظر حولك المنافقون من حولك
انظر حولك تجدهم فى كل مكان و فى كل زمان بداية من بطانة الحاكم إلى أصغر دائرة أو شركة أو مصنع هل ترى فيهم سوى تقدم المنافقين ؟؟
هل ترى سوى الانحناءات المصطنعة والاحتشام المتكلف والأدب الزائف؟؟
هل تخلوا من مرؤس منافق و رئيس اعتلى بالنفاق مكانة تفوق حجمه و موهبته؟؟
انظر حولك فى دور العلم هل ترى حتى فى العلم صدق ؟؟
هل تخلوا مدرسة أو جامعة أو معهد من نفاق طالب مع أستاذه أو أستاذ مع رئيسه سواء كان ناظر مدرسة أو عميد كلية أو أى شخص يندرج فى قائمة الرؤساء؟؟
انظر حولك فى وسائل الأعلام بمختلف أنواعها حيث يبدع أرباب القلم والفكر والفنون هل يخلوا الأمر من المنافقين ؟؟
هل ستجد شئ سوى الثناء و التضليل و أقوام ترفع على حساب الآخرين؟؟
هل يسهل التمييز بين الصادقين و المخادعيين؟؟
هل تجد إلا أنصاف الموهوبين وقد حلو مكان من هم أجدر منهم؟؟
انظر حولك فى الأسواق كيف تباع البضاعة الكاسدة إلا بمعسول الكلمات و ببراعة تاجر برتبة منافق محترف؟؟
انظر حولك حتى فى بيتك ووسط عائلتك ومجتمعك وجيرانك من منا لم يلجأ لحفنة نفاق تحت مسمى آخر يقولون عنه المجاملة ليصل لى مطلبه عند من يتولى أمره أو يكبره مكانة أو سنا
انظر حولك و هنا وهناك ستجد من يقول لك إن احتاج الأمر
أنت الأذكى
أنت الأقوى
أنت الأجمل
أنت الأصوب رأيا
أنت ألأعظم موهبة
أنت أستاذى
أنت أخى
أنت فنان
أنت مبدع أنت وأنت وأنت ولا تنخدع عندما يقول لك أحدهم أيضا أنت حبيبى فالنفاق فى الحب أكثر أنواع النفاق شيوعا والمنافقون باسم الحب ما أكثرهم ولأن الانسان بطبيعته ضعيف أمام النفاق سيطربك سماع الثناء والحب الزائف فى البداية و لكن من منا يستطيع التمييز بين النفاق وبين اللا نفاق؟؟
من منا يستطيع التمييز بين المشاعر الصادقة وبين الرياء الزائف ؟؟
من منا يمتلك جهاز استشعار حساس يفرق به بين الحق والباطل و بين الطيب والخبيث؟؟
أتعلمون من الذى يمتلك هذا الجهاز العجيب ؟؟
إنه من عرف قدر نفسه و حجم موهبته و مكانته من وضع ذاته فى مكانها الصحيح ووضع غيره فى مكانه الصحيح من وهبه ربه رجاحة العقل وصفاء القلب و صدق اللسان من كانت أقواله تطابق أفعاله لا يقول ما لا يفعل ولا يفصح إلا بما يشعر و لا يعرف للخيانة طريق لا يكذب و لا يداهن و لا يخدع كل عمله محوره الله كل أحاسيسه و مشاعره تستشعرها القلوب قبل العيون وينصحنا حضرة بهاء الله بقوله الاحلى
" كونوا فى الطرف عفيفاً وفى اللسان صادقاً وفى القلب متذكراً"
إنه هنا بيننا فهل أنت هو ؟؟؟

فقدان الاعزاء

ما أروع الحياة عندما تكون بين يديك أناس يحبونك ويتمنون لك الخيرينصحوك عندما تخط ئيذكرونك عندما تغفل يسألون عنك أذا مرضت يخافون عليك من تقلبات الزمن تحبهم جداًوتتمنى لهم الخير دائما وتخاف عليهم من نسمات الهواء الطلق وتحتاج لهم كاحتياج الوردة للماء فبدون الماء تذبل ثم ماذا ...!!ثم تموت وهذه سنة الله الخالدة وإذا غابوا عنك تشتاق لهم كاشتياق الغريب عندما يعود إلى دياره بعد غربه لمدة طويلة تحبهم ولو تستطيع أن تفديهم بروحك وكل ماتملك لفعلت تعيش معهم مدة من الزمن وما أروعها من لحظات حينما تضحك وتتكلم معهم تشعر معهم بصفاء النية تجاهك وحبهم الصادق لك تحس أن ضحكهم من القلب ليس ضحكة مجامله عابرة وكلامهم كالماء العذب النقي الصافي الذي يروي قلبك المتعطش أناس يلبون طلباتك من قبل أن تتفوه بها فهناك لغة تسمى ( لغة العيون ) يفهمونك بمجرد النظرة أُناس لا تمل معهم حتى ولو جلست معهم لساعات تحس معهم أن الساعات ثواني والأيام دقايق والسنوات ساعات أُناس يحبونك في الله ومع الله أُناس يخافون عليك فينصحوك اذا أخطأت ويذكروك اذا غفلت لكن بين عشية وضحاها لا أستطيع أن أشبهها الا بالحلم الجميل الذي تعيش معه خيال رائع وممتع ولا تود أن تستيقظ منه ولكن يأتي شخص يجعلك تستيقظ وإذا بك تفتح عيناك وتلتفت يمينا ويسارا تبحث عن هؤلاء الناس تركض وراء سراب واهم نعم ماتوا وذهبوا إلى قوماً كلامهم السكوت رحلوا وتركوك وحيداً ليس وحده البشر !!فيوجد معك أُناس كثيرين ولكن ليسوا كهؤلاء الناس الذين رحلوا رحلوا وما أقسى وأمر رحيلهم رحلوا وبكيت عليهم الدم بدل الدموع ॥ رحلوا وانت مصدوم !! كيف رحلوا ؟؟؟
أليس بالأمس القريب كانو هنا لكن أين هم الآن ؟؟؟
آأأأهـ ثم آأأأأهـما أقسى لحظات الفراق وأي فراق أنه فراق الموت ليس فراق سفر أو غيره لن يستطيع أي أحد أن يتخيل هذا الألم والحزن الا من جربه رحلوا وتركوك للذكريات هنا جلسوا ، هنا أكلوا ، وهنا كانو يضحكون و ، و ، و
،أأأأأأهـ من الذكريات كم تقتلنا هذه الذكريات بعد الرحيل الذي لا مفر منه هل انتهت الحياة بموتهم ...؟
هل انتهت سعادتك بمجرد رحيلهم ...؟
هل خلقنا الله من أجلهم ...؟هل البكاء والالم قادر على ارجاعهم ...؟
هل هذه وصيتهم لنا ...؟؟؟
أعلمو أن بعد كل ليل سرمدي نهاراً مشرق مضيءوبعد كل سحابه معتمه مطر يجلب الخير والرزق وبعد كل زرع زرعته بعناء تجني حصادهـ وبعد كل بكاء مرير ابتسامه مليئة بالتفاؤل والفرح وبعد كل مصيبة فرج عظيم وبعد كل تعاسة سعادة وما يخفف تلك الآلام الرضا بقضاء الله عز وجل والصبر على المصيبة في الختام ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك

الجمعة، ٢٩ أغسطس ٢٠٠٨

طائرة السلام والوحدة

جلست فى احدى الطائرات المتجهه لاحدى الدول الاوروبية واذا بى ينادينى نداء الطبيعة فتركت مقعدى واتجهت لدورة المياة ولكنى وجدتها شاغرة فإنتظرت لحظات واثناء انتظارى اخذت انظر الى مقاعد الطائرة المليئة بالمسافرين من شتى الجنسيات والانحاء ومختلف الالوان ووجدت كلا منهم يشاهد التلفاز وكلا يغنى على ليلاه فمنهم من يشاهد القناة الرياضية ومنهم من يشاهد فيلم رعب واخر يشاهد فيلم اكشن واخريشاهد فيلم هندى واخر يشاهد فيلم رومانسى والبعض الاخر يلعب بألعاب الفيديو
واذا بى اراهم كلهم مجتمعين بشتى الجنسيات واللغات تحت سقف هذه الطائرة العملاقة كلهم مسافرين فى اتجهات مختلفة وسوف يرحلون عن قريب من هذه الطائرة ويتجهون لوجهاتهم المختلفة على الرغم من انهم فى هذه اللحظة يتشاركون نفس الكرسى ونفس الوجبة حتى نفس وسيلة التسلية ولكن كلا على حسب لغاته وانتماءاته وفى النهاية سيتركون بعضهم البعض مودعين بعضهم عند رسوا الطائرة فى مطارها المخصص وتعجبت من هذا المشهد الذى اثار فى نفسى تساؤل طرح نفسه وهو : هل سيأتى هذا اليوم الذى ارى فيه كافة البشر مجتمعين فى هدوء ومحبة مثل هؤلاء المسافرين فى هذه الطائرة فى تألف وود ؟ ام انه ضرب من الخيال ولن يحدث ابدا؟
كم المنى هذا المشهد وتمنيت ان يدوم كل لحظات عمرى فلقد وجدت فيه الراحة ووجدت الشعوب مجتمعه وكأنه ماكيت صغير لحلمى الكبير حلم العالم القادم هذا العالم الواحد كالجسد الواحد وما اجمله من عالم متحد بغض النظر عن احتلاف الجنسيات والالوان والثقافات او حتى تعدد الالسنه ففى الاختلاف والتنوع يكمن الجمال وكم كان جميل هذا المنظر فى هذه الطائرة وكأن تلك الطائرة كانت طائرة السلام والوحدة والاتحاد

الأحد، ٢٧ يوليو ٢٠٠٨

معابد البهائيين على لائحة اليونسكو



نشرت جريدة القبس الكويتية يوم 23 يوليو خبرا عن اختيار حدائق الكرمل وقصر البهجة بحيفا وعكا فى قائمة التراث العالمى ذو القيمة العالية
كتب حمزة عليان:
أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو في اجتماعها الذي عقدته في كندا يوم 8 يوليو 2008، اختيارها المقامات البهائية في حيفا وعكا وضمها الى قائمة التراث العالمي। ويعني ذلك ان المعابد والأماكن البهائية أدرجت على لائحة المواقع العالمية مثل سور الصين والأهرامات، وما تبقى من تماثيل في منطقة باميان في أفغانستان।تضم تلك الأماكن 26 مبنى في 11 موقعا في الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة، وتتميز المواقع المقدسة عند البهائيين بالحدائق المحيطة بهما ذات التصميم المستمد من الحضارات الإنسانية، الذي يجذب السياح اليه و«الحجاج» من الطائفة البهائية. يذكر ان منظمة اليونيسكو أعدت قائمة التراث العالمي سنة 1972 بهدف تشخيص وحماية وصيانة أماكن لها «أهمية ثقافية وطبيعية عالمية رائعة».يعتبر البهائيون ان الحدائق المعلقة على سفح جبل الكرمل «هدية إلى الإنسانية»، حيث صار معلما من معالم مدينة حيفا، وفيه «بيت العدل الأعظم» ويرتبط بمؤسس البهائية ويأخذ الجبل شكل مثلث وأعلى قمة فيه هي قمة «عين الحايك» ويبلغ ارتفاعها حوالي 550 مترا.يقع المركز الإداري للطائفة البهائية ومقر الهيئة العليا في جبل الكرمل، ويضم دار التبليغ ومركز دراسات النصوص ودار الآثار.ولد بهاء الله مؤسس الدين البهائي سنة 1817 في شيراز بإيران، وتعرض للنفي عام 1852 الى بغداد وهي تحت السيطرة العثمانية، ثم نفي مرة ثانية الى مدينة أدرنة في تركيا عام 1863 ومن هناك الى السجن في مدينة عكا وتوفي هناك سنة 1898. اما «حضرة الباب» فقد ولد عام 1819 واسمه السيد محمد علي في شيراز في ايران، واطلق على نفسه لقب «البهاء» بعدما قالوا عنه انه «الباب» وعرف فيما بعد باسم بهاء الله، اعدم في تبريز عام 1850، وفي عام 1899 نقلت رفاته الى جبل الكرمل في حيفا، حيث انشئ له مقام وسط حدائق متدرجة.يذكر ان الرقمين 9 و19 لهما دلالة معينة عند البهائيين وصلة بالتقويم البهائي، فالسنة عندهم 19 شهرا، والشهر 19 يوما، وهناك أيام زائدة (4 أيام) وتسمى أيام «الهاء»، لذلك يوجد في «المقام الأعلى» 19 شرفة، 9 شرفات فوق و9 شرفات تحت، والعاشر هو ضريح الباب أو «القبة الذهبية»॥ الموسوعات العالمية تشير إلى ان تواجد البهائيين في فلسطين المحتلة يعود إلى فترة الاحتلال العثماني. يبلغ طول مشروع الشرفات التسع عشرة حوالي كيلو متر واحد، اشرف عليها المهندس فريبرز صهبا، بينما كان المهندس حسني امانت هو المخطط. اما عرض المشروع فيصل إلى 450 متراً وفرق الارتفاع من مستوى الشارع إلى الطبقة الأخيرة رقم 19 هو 250 متراً. ومساحة أرض المباني التي تجمع «بيت العدل» و«دار الآثار» وبنيت على شكل قوس، حوالي 90 ألف متر مربع.

السبت، ٢٣ فبراير ٢٠٠٨

لماذا اختفى الحب ؟

ظاهره لاحظت انها منتشره بكثره هذه الايام اختفاء الحب !! و الذى بسببه اختفت اشياء كثيره عندما اختفى الحب اختفى الوفاء و عندما اختفى الوفاء اختفى الصدقو عندما اختفى الصدق اختفت الامانه و عندما اختفت الامانه اختفت المشاعر و عندما اختفت المشاعر انتشرت الحروب و عندما انتشرت الحروب اختفى الناسكل هذا بسبب اختفاء الحب الحب الذى هو الحياه و الحياه هى الحب لماذا لا يحب كل منا الاخر الحب الواقعى الحقيقى لماذا نضحك عندما نسمع كلمه الحب و البعض عندما نسأله عن الحب يقول انها كلمه معناها كبير جدا لا يستطيع انسان وصفه و لكنى اشعر به و الواقع ان لا احد يعرف معنى الحب لان الحب قد مات فى هذا الزمن هذا الزمن الذى هو مظلوم معنا لقد جعلنا الزمن قاسى علينا نحن السبب و بعد هذا نعيب الزمن لماذا لم نفكر كيف نشكر الزمن نترك الايام تمر بنا و نحبها لان هذه هى حياتنا سواء احببناها ام لا سوف نعيش فيها و لن نغيرها لذلك يجب ان نحبها و نحب من فيها

الحب والإقتصاد

أن لهاث الجميع وراء المادة طغى على قيمة الحب والمشاعر في حياتنا، ولكن بمجرد أن يصل الإنسان للنهاية بأن يزول عنه المال والمنصب والجاه تجد أن كل من كانوا حوله أبعد ما يكونون عنه، ويجد نفسه وحيداً بلا أصدقاء وبلا حب حقيقي؛ لأن العلاقة كانت قائمة على المصلحة والمنفعة؛ فالحياة لا يمكن أن تقوم على المادة فقط ولا على الحب والعاطفة فقط، بل لابد من تواجد الاثنين، ولابد من الموازنة بينهما، والحب من العواطف السامية بين البشر، وقد يكون وسيلة فعّالة لتحسين الأحوال الاقتصادية والإنتاجية في المجتمع كله.نبدأ أولاً بالعلاقة داخل الأسرة فإذا كانت علاقة قائمة على تبادل مشاعر الحب والود والألفة بين الآباء والأبناء فمما لا شك فيه أن هذا الجو سيدفع كلاً منهم إلى العمل والبذل والتضحية من أجل الآخرين، وبذلك يزيد إنتاج الأسرة، ويقبل كل فرد على العمل أو الدراسة بجد واجتهاد.أما إذا كان العكس، وسادت علاقة باردة بين الأب مثلاً وأولاده، أو بينه وبين الأم فيظهر أثر ذلك على الأسرة من تأخر دراسي واقتصادي؛ لانشغالهم بأمور كثيرة غير العمل.كالقاعدة الشرعية التي أرساها الله -عز وجل- وهو تسخير العباد بعضهم لخدمة بعض؛ فقد يظن الناس أن الفقير هو الذي يخدم الغني، ولكن هناك علاقة متبادلة؛ فالغني الذي يعطي ماله للفقراء والمساكين يبني بينه وبينهم جسراً من الحب والعطف والرحمة، وكما نعرف أن الأيام دول، فقد تدور الدائرة ويصبح كل منهما مكان الآخر، فهنا سوف يعطي الغني؛ لأنه أخذ من ذي قبل. مثال آخر: التواجد في مكان العمل الذي تنتشر فيه الدسائس والمكائد والتلاعب والانتهازية و الوصولية من بعض أفراده يؤدي إلى عدم وجود فريق واحد متكامل، وبلا شك سيؤدي إلى خسارة اقتصادية كبيرة؛ لأن الكل خائف مترقب أي كيد يطيح به، ولا تقوم بينه وبين الآخرين علاقة مودة وصداقة، بل هناك دائماً نفور وتباعد؛ فقلما تجد اهتماماً بالعمل والإنتاج، وإذا كان المسؤول عن العمل يتعامل مع مرؤوسيه من باب الحزم والشدة والسلطة فقط فقد تولّد هذه المعاملة نوعاً من الكراهية له، ولا يؤدي إلى حسن سير العمل.أما إذا توافرت في مكان العمل العلاقة الطيبة والمعاملة الحسنة فسوف ينعكس هذا على أداء العاملين وعلى الإنتاج والاقتصاد. إذن فالحب وسيلة للنماء وزيادة الإنتاجية من الناحية الاقتصادية، وديمومة هذا النماء هو البذل والعطاء المتبادل بين الناس جمعياً، وهكذا تقوم الحياة، وتستمر على أسس سوية، وليس على المصلحة المادية فقط.

الحب مناعة طبيعية

الحب يعطى الإنسان مناعة طبيعية ضد الأمراض والأزمات النفسية لأن الحب مطلوب لكل إنسان، فهناك ارتباط وثيق بين الحب والصحة والنفسية، والمقصود بالحب هنا الحب بمفهومه الشامل والواسع، والذي يبدأ بحب الله -عز وجل- وحب رُسله وهو أسمى وأنبل درجات الحب، وينبع من ذلك حب الإنسان لأخيه الإنسان، وحب الزوج لزوجته، وحب الآباء لأبنائهم والعكس.والحب علاقة عاطفية انفعالية تقوم على التبادل بين المرء والآخرين، لذلك فهو يقوم على التفاهم والترابط والانسجام؛ إذ يحقق للإنسان إشباع حاجات كثيرة مادية ومعنوية، والإنسان السوي الطبيعي لا يستطيع أن يعيش بدون الحب الذي يتمثل في علاقته الطيبة مع غيره من الناس، وبذلك علامة المرض النفسي هو الانطواء والبعد عن الناس وتبادل مشاعر الكراهية معهم.أننا بالحب نستطيع أن نتغلب على المشكلات والأزمات التي نواجهها في الحياة؛ فإذا تعامل الإنسان مع المواقف الصعبة بالحلم والصبر والرفق، أو محاولة البحث في المشكلة وإيجاد حل لها فهو بذلك ينجو بنفسه من الوقوع في براثن الأمراض النفسية والعضوية، والتي يمكن أن تصيبه إذا استغرق في المشكلة، وتعامل معها بشكل سلبي، ومنها القلق والتوتر الاكتئاب، والتي تجلب للمرء أمراضاً جسدية كثيرة، ولأن الإنسان يحب الله -عز وجل- فهو يرضى بقضائه ويستسلم له، ولأنه يحب نفسه فقد أنقذها من السخط على قدر الله سبحانه وتعالى، وكذلك جعلها بمنأى عن الأمراض النفسية، ولأنه يحب الآخرين فقد آثرهم على نفسه، وواجه المشكلة بهدوء واتزان وتفكير سليم، ولأنه يحب الحياة التي أمرنا الله -عز وجل- بتعميرها وإصلاحها فهو قد فضل ألاّ ينغص حياته بالغضب والانفعال ومشاعر الحزن أو الحقد أو الكراهية التي تبعد المرء عن دوره الأهم في هذه الأرض.أن المشاعر الطيبة والعلاقات الاجتماعية السليمة بين الناس تحقق لهم السعادة والراحة؛ لذلك علينا أن نوازن بين حاجاتنا المادية والروحية، فالإنسان لا يتكون من مادة فقط، وإذا خلت الحياة المشتقة من مادة حية من الروح التي يغذيها الحب والود والرحمة بين الناس فلن تظل حياة ويجب تسميتها عندئذ بأي اسم آخر.

من هو الكائن البهائى؟

البهائيون يتحركون بوازع من وطنيتهم،ليس لهم مطالب سوى حقهم فى الأوراق الثبويته الطبيعية مثلهم مثل أى مواطن مصرى ولد على هذه الأرض . البهائيون لا خوف منهم فهم كائن محب لجميع الناس، حبهم يسمو فوق أى اعتبار ، هو حب من أجل الحب، لأنهم ينتمون لدين بهاءالله.أن دين بهاء الله بفضل ما أودع فيه من القوي الخلاقة و الإصلاح قد أدمج العناصر و الجنسيات و الطبقات المختلفة ممن آووا إلي ظله و استقاموا علي أمره ، فغيّر نفسية أتباعه ‘ و محا عنهم التعصبات و جدّد عواطفهم ، و سما بتصوراتهم ، و خلع علي عواطفهم خلع النبل و الشرف ، و ربط جهودهم و خلق منهم خلقا ًجديداً . إذ بينما يحتفظون بوطنيتهم و يظهرون ولائهم (الأصغر) قد جعلهم محبين لجميع الناس و أكثرهم و أشدهم ترويجاً لراحة و مصالح البشر الحقيقية . و بينما يحافظون علي سلامة معتقدهم بالأصل المقدس للأديان التي ينتمون إليها فقد مكنهم دين بهاء الله من تصور الغاية الأساسية للأديان و كشف حقائقها ، و الإقرار بتتابع فيضها ، و توقفها علي بعضها البعض ، و كمالها ووحدتها ، كما مكنهم من الوقوف علي الرابطة الجوهرية التي تربطهم به . فهذا الحب العام الذي يشعر به أتباع دين بهاء الله نحو إخوانهم في الإنسانية و الحب الذي يسمو عن اعتبارات العنصر و المذهب و الطبقة و الجنس ، لا يمكن أن يعتبر في ذاته لغزاً ولا أن يقال عنه حباً مصطنعاً ، بل هو حب صميمى ، لان الذين أحست قلوبهم بحرارة المحبة الإلهية الخلاقة يحبون خلقه حباً لوجهه و يرون في كل إنسان آية من آيات جماله و جلاله .فلهؤلاء الرجال و النساء يقال أن كل بلد غريب هو وطن لهم ، و كل وطن هو بلد غريب لهم ، لأنه يجب أن نذكر أن حقوقهم المدنية هي في ملكوت بهاء الله , ومع رغبتهم في التمتع بنصيبهم الوافر في المصالح الزائلة والمسرات الفانية التي تهبها هذه الحياة الأرضية ، ومع شوقهم للاشتراك في كل جهد وعمل من شأنه جلب السعادة والرخاء والسلام ، إلاّ أنه لا يمكنهم أن يغفلوا لحظة واحدة عن أن كل هذه أمور زائلة لا أكثر ، ومرحلة قصيرة جدا في سفر وجودهم ، وإن مثل الذين يعيشون في هذه المرحلة كمثل الحجاج وعابري السبل ، قبلتهم المدينة السماوية ووطنهم بلد لا ينقطع عنه الفرح والنور .ومع ما يغمرهم من عاطفة الولاء لحكوماتهم وأنهم يسرّون بكل عمل يحقق طمأنينتها ويشتاقون للمساهمة فيما يرّوج مصالحها ، فأنهم يعتقدون بأن دين بهاء الله الذي يقومون شهوداً له هو دين قد رفعة الله فوق العواصف والانقسامات والجدل المثار في ميدان السياسة فهو بعيد عن السياسة ، وخاصيته فوق حدود القومية ، ومبرأ عن الحزبية ، ومنفصل تماما عن مطامع القومية وأساليبها ومقاصدها ، هو دين لا يعرف الانقسام ولا الحزبية وأنه بغير تردد أو تضليل ، يضع المصلحة الخاصة سواء أ كانت شخصية أو إقليمية أو قومية ، معلقة بالمصالح الرئيسية للإنسانية ، ويؤكد بأن في عالم ترتبط جميع شعوبه وأممه وتتماسك أجزاؤه أحرى بأن تتحقق مصلحة الجزء عن طريق مصلحة الكل ، وأنه لا يمكن تحقيق منفعة الفرع بإغفال مصالح الأصل ، لذلك لا نعجب أن نري في كلمات بهاء الله ما يشير إلي حالة البشر الحاضرة بقوله عز بيانه :" ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم "." إن الأرض وطن واحد والبشر سكانه ".